تفسير سورة: الفجر

تفسير سورة: الفجر

 

1- {وَالْفَجْرِ}
أَقْسَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْفَجْرِ، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها.
قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ: هُوَ انْفِجَارُ الصُّبْحِ كُلَّ يَوْمٍ.
هُوَ فَجْرُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ، تَنْفَجِرُ مِنْهُ السَّنَةُ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: فَجْرُ ذِي الْحِجَّةِ لِأَنَّهُ قُرِنَتْ بِهِ اللَّيَالِي الْعَشْرُ.
قال بعضهم: عُنِي به النهار.
وقال آخرون: عُنِيَ به صلاة الصبح.
فَجْرُ يَوْمِ النَّحْرِ خَاصَّةً، وَهُوَ خَاتِمَةُ اللَّيَالِي الْعَشْرِ.

2- {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}
اختلف أهل التأويل في هذه الليالي العشر:

هن الليالي الأوَل من ذي الحجة.
وقد ثبت في صحيح البخاري: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رجُلاً خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يرجع من ذلك بشيء».

وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رُئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها.
عَشْرُ الأضْحَى
الْعَشْرُ الْأَوَّلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ الَّتِي عَاشِرُهَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ.
عشر ذي الحجة، وهي التي وعد الله موسى صلى الله عليه وسلم.
قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ: هُنَ الْعَشْرُ الْأَوَّلُ مِنْ رَمَضَانَ.
ليالي عشر رمضان الأخيرة، وفيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام.

3- {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}
قِيلَ: «الشَّفْعُ»: الْخَلْقُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا».  وَ«الْوَتْرُ» هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
«الشَّفْعُ» الْخَلْقُ كُلُّهُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ» الْكَفْرَ وَالْإِيمَانَ، وَالْهُدَى وَالضَّلَالَةَ، وَالسَّعَادَةَ وَالشَّقَاوَةَ، وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالسَّمَاءَ وَالْأَرْضَ، وَالْبَرَّ وَالْبَحْرَ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَالْجِنَّ وَالْإِنْسَ. وَالْوَتْرُ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ».
الْخَلْقُ كُلُّهُ، مِنْهُ شَفْعٌ، وَمِنْهُ وَتْرٌ.
الشَّفْعُ صَلَاةُ الْغَدَاةِ، وَالْوَتْرُ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ.
«الشَّفْعُ» يَوْمُ النَّفْرِ الْأَوَّلِ، وَ«الْوَتَرُ» يَوْمُ النَّفْرِ الْأَخِيرِ.
«فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» فَهُمَا الشَّفْعُ وَالْوَتْرُ.
 «الشَّفْعُ» الْأَيْامُ وَاللَّيَالِي، وَ«الْوَتَرُ» الْيَوْمُ الَّذِي لَا لَيْلَةَ بَعْدَهُ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ.
«الشَّفْعُ» دَرَجَاتُ الْجَنَّةِ لِأَنَّهَا ثَمَانٍ، وَ«الْوَتَرُ» دِرْكَاتُ النَّارِ لِأَنَّهَا سَبْعٌ، كَأَنَّهُ أَقْسَمَ بِالْجَنَّةِ والنار.
«الشَّفْعُ» تَضَادُّ الْمَخْلُوقِينَ مِنَ الْعِزِّ وَالذُّلِّ، وَالْقُدْرَةِ وَالْعَجْزِ، وَالْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ، وَالْعِلْمِ وَالْجَهْلِ، وَالْبَصَرِ وَالْعَمَى، وَ«الْوَتْرُ» انْفِرَادُ صِفَاتِ اللَّهِ عِزٌ بِلَا ذُلٍّ، وَقُدْرَةٌ بِلَا عَجْزٍ، وَقُوَّةٌ بِلَا ضَعْفٍ، وَعِلْمٌ بِلَا جَهْلٍ، وَحَيَاةٌ بِلَا مَمَاتٍ.
«الشفع»: يوم النحر، «والوتر»: يوم عرفة.
«الشفع»: يومان بعد يوم النحر، «والوتر»: يوم النَّفْر الآخرِ.
خلق الله شفع، السماء والأرض والبرّ والبحر والجنّ والإنس والشمس والقمر، والله الوَتر وحده.
خلق الله من كل شيء زوجين، والله وَتْر واحد صَمَد.

4- {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}
أَيْ إِذَا سَارَ وَذَهَبَ بعضه بعضا.
إِذَا جَاءَ وَأَقْبَلَ، كُلَّ لَيْلَةٍ.
أَيْ يَجْرِي.
لَيْلَةَ جَمْعٍ المزدلفة.
أي: وقت سريانه وإرخائه ظلامه على العباد، فيسكنون ويستريحون ويطمئنون، رحمة منه تعالى وحكمة.

5- {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ}
(هَلْ فِي ذَلِكَ): أَيْ فِيمَا ذَكَرْتُ.
(قَسَمٌ): مَقْنَعٌ وَمُكْتَفًى فِي الْقَسَمِ.
(لِّذِى حِجْرٍ): لِذِي عَقْلٍ. سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَحْجُرُ صَاحِبَهُ عَمًّا لَا يَحِلُّ وَلَا يَنْبَغِي، كَمَا يُسَمَّى عَقْلًا لِأَنَّهُ يَعْقِلُهُ عَنِ الْقَبَائِحِ، وَنُهًى لِأَنَّهُ يَنْهَى عَمَّا لَا يَنْبَغِي وَأَصْلُ «الْحَجْرِ» الْمَنْعُ.

6- {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ}
(أَلَمْ تَرَ): أَلَمْ تُخْبَرْ؟ أَلَمْ تَعْلَمْ؟ وَمَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ.
يقول تعالى ذكره لنبيه «محمد» صلى الله عليه وسلم: ألم تنظر بعين قلبك وبصيرتك، فترى كيف فعل ربك بعاد؟ وعَاد وَهَؤُلَاءِ كَانُوا مُتَمَرِّدِينَ عُتَاةً جَبَّارِينَ، خَارِجِينَ عَنْ طَاعَتِهِ مُكَذِّبِينَ لِرُسُلِهِ، فَذَكَرَ تَعَالَى كَيْفَ أَهْلَكَهُمْ وهُمْ كَانُوا أَطْوَلَ أَعْمَارًا وَأَشَدَّ قُوَّةً مِنْ هَؤُلَاءِ، َفدَمَّرَهُمْ وَجَعَلَهُمْ أَحَادِيثَ وَعِبَرًا.
(بِعَادٍ): إن عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح.

7- {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}
(إرَمَ):

فقال بعضهم: هي اسم بلدة. عُنِيت به الإسكندرية.
وقال آخرون: هي دِمَشق.
وقال آخرون: عُنِي بقوله: (إرَمَ): أمة.
وقال آخرون: معنى ذلك: القديمة.
وقال آخرون: تلك قبيلة من عاد، كان يقال لهم: إرم، جدّ عاد.
الهالك.
(ذَاتِ الْعِمَادِ): لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْكُنُونَ بُيُوتَ الشَّعْرِ الَّتِي تُرْفَعُ بِالْأَعْمِدَةِ الشِّدَادِ، وَقَدْ كَانُوا أَشَدَّ النَّاسِ فِي زَمَانِهِمْ خِلْقَةً وَأَقْوَاهُمْ بَطْشًا، وَلِهَذَا ذَكَّرَهُمْ هُودٌ بِتِلْكَ النِّعْمَةِ، وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى أَنْ يَسْتَعْمِلُوهَا فِي طَاعَةِ رَبِّهِمُ الَّذِي خَلَقَهُمْ فَقَالَ: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ الله وَلَا تَعْثَوْاْ فِي الأرض مفسدين}.
القوة الشديدة، والعتو والتجبر.
يعني: طولهم مثل العماد.
كان لهم جسم في السماء.
لأنهم كانوا أهل عَمَد، ينتجِعون الغيوث، وينتقلون إلى الكلأ حيث كان، ثم يرجعون إلى منازلهم.
 أهل عَمُود لا يقيمون.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي طُولَهُمْ مِثْلَ الْعِمَادِ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: كَانَ طُولُ أَحَدِهِمُ اثْنَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا.
وَقِيلَ: سُمُّوا ذَاتَ الْعِمَادِ لِبِنَاءٍ بَنَاهُ بَعْضُهُمْ فَشَيَّدَ وَرَفَعَ بِنَاءَهُ، يُقَالُ: بَنَاهُ شَدَّادُ بْنُ عَادٍ عَلَى صِفَةٍ لَمْ يُخْلَقْ فِي الدُّنْيَا مِثْلُهُ، وَسَارَ إِلَيْهِ فِي قَوْمِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ مَعَهُ صَيْحَةً مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَتْهُمْ جَمِيعًا.
 وسواء كَانَتِ الْعِمَادُ أَبْنِيَةً بَنَوْهَا، أَوْ أَعْمِدَةَ بُيُوتِهِمْ للبدو، أو سلاحهم يُقَاتِلُونَ بِهِ، أَوْ طُولَ الْوَاحِدِ مِنْهُمْ، فَهُمْ قَبِيلَةٌ وَأُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ، وَهُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَا مَوْضِعٍ، الْمَقْرُونُونَ بِثَمُودَ كما ههنا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
– وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ: {إِرَمَ ذَاتِ العماد} مدينة إما دمشق، أو اسكندرية، أو غيرهما، فضعيف لأنه لَا يَتَّسِقُ الْكَلَامُ حينئذٍ، ثُمَّ الْمُرَادُ إِنَّمَا هُوَ الْإِخْبَارُ عَنْ إِهْلَاكِ الْقَبِيلَةِ الْمُسَمَّاةِ بِعَادٍ.

8- {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}
(الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا) أي: مثل عاد.
(فِي الْبِلادِ): أي: في جميع البلدان.
لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُ تِلْكَ الْقَبِيلَةِ فِي الطُّولِ وَالْقُوَّةِ، وَهُمُ الَّذِينَ قَالُوا: «مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً».
التي لم يخلق مثلها من صفة ذات العماد، والهاء التي في مثلها إنما هي من ذكر ذات العماد.

9- {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}
(وَثَمُودَ): أَيْ ثمود قوم صالح.
(الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ):
قَطَّعُوا الْحَجَرَ والصخور فاتخذوها مساكن.
– قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ينحتونها ويخرقونها.
(بِالْوَادِ): وَادِي الْقُرَى.

10- {وَفِرْعَوْنَ ذِى الأوتاد}
– سُمِّي بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَذِّبُ النَّاسَ بِالْأَوْتَادِ. كَانَ فِرْعَوْنُ يُوتِدُ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ فِي أَوْتَادٍ مِنْ حَدِيدٍ يُعَلِّقُهُمْ بِهَا.
– أي: ذي الجنود الذين ثبتوا مُلكه، يَشُدُّونَ لَهُ أَمْرَهُ، كما تثبت الأوتاد ما يراد إمساكه بها.

11- {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ}
(الذين): عادًا، وثمود، وفرعون، وجنده.
(طَغَوْا): تجاوزوا ما أباحه لهم ربهم، وعتوا على ربهم إلى ما حظره عليهم من الكفر به.
(فِي الْبِلادِ): التي كانوا فيها.
ï يَعْنِي عَادًا وَثَمُودَ وَفِرْعَوْنَ، عَمِلُوا فِي الْأَرْضِ بِالْمَعَاصِي وَتَجَبَّرُوا، وتَمَرَّدُوا، وَعَتَوْا وَعَاثُوا فِي الْأَرْضِ بِالْإِفْسَادِ، وآذوا عباد الله، في دينهم ودنياهم.

12- {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}
فأكثروا في البلاد المعاصي، وركوب ما حرّم الله عليهم.
وهو العمل بالكفر وشعبه، من جميع أجناس المعاصي، وسعوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله.

13- {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}
لَوْنًا مِنَ الْعَذَابِ صَبَّهُ عَلَيْهِمْ.
أَيْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ، وَأَحَلَّ بِهِمْ عُقُوبَةً لَا يَرُدُّهَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ.
فأنزل بهم يا «محمد» ربك عذابه، وأحلّ بهم نقمته، بما أفسدوا في البلاد، وطغَوْا على الله فيها.
 وإنما كانت نِقَما تنزل بهم، إما ريحًا تُدَمرهم، وإما رَجفًا يُدَمدم عليهم، وإما غَرَقا يُهلكهم من غير ضرب بسوط ولا عصا؛ لأنه كان من أليم عذاب القوم الذين خوطبوا بهذا القرآن، الجلد بالسياط.

14- {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}
يَرَى وَيَسْمَعُ وَيُبْصِرُ، يَرْصُدُ خَلْقَهُ فِيمَا يَعْمَلُونَ، وَيُجَازِي كُلًّا بِسَعْيِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْأُخْرَى، وَسَيُعْرَضُ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ عَلَيْهِ فَيَحْكُمُ فِيهِمْ بِعَدْلِهِ وَيُقَابِلُ كُلًّا بِمَا يَسْتَحِقُّهُ وَهُوَ الْمُنَزَّهُ عَنِ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ.
مَرْجِعُ الْخَلْقِ إِلَى حُكْمِهِ وَأَمْرِهِ وَإِلَيْهِ مَصِيرُهُمْ.
يَرْصُدُ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ.
لَا يَفُوتُهُ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ، كَمَا لَا يَفُوتُ مَنْ هُوَ بِالْمِرْصَادِ.
أَرْصَدَ اللَّهُ النَّارَ عَلَى طَرِيقِهِمْ حَتَّى يُهْلِكَهُمْ.
بمَرصد لأهل الظلم.
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ لمن عصاه يُمهله قليلًا ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
 جهنم عليها ثلاث قناطر: قنطرة فيها الرحمة، وقنطرة فيها الأمانة، وقنطرة فيها الربّ تبارك وتعالى.

15– {فَأَمَّا الإنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي}
(فَأَمَّا الإنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ): فأما الإنسان إذا ما امتحنه ربه بالنعم والغنى.
(فأكْرَمَهُ): بالمال، وأفضل عليه.
(وَنَعَّمَهُ): بما أوسع عليه من فضله.
(فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ): فيفرح بذلك ويسرّ به ويقول: ربي أكرمني بهذه الكرام.
ï يقول تعالى منكراً على الإنسان، إذا وسع الله تعالى عليه في الرزق ليختبره، فَيَعْتَقِدُ أَنَّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ إِكْرَامٌ لَهُ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ هُوَ ابْتِلَاءٌ وَامْتِحَانٌ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَاّ يَشْعُرُونَ}.
ï يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من حيث هو، وأنه جاهل ظالم، لا علم له بالعواقب، يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا تزول، ويظن أن إكرام الله في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته عنده وقربه منه.

16- {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ، رَبِّي أَهَانَنِ}
(وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ): بِالْفَقْرِ.
(فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ): ضَيَّقَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ. فلم يكثر ماله، ولم يوسع عليه.
وَقِيلَ: «قَدَّرَ» بِمَعْنَى قَتَّرَ وَأَعْطَاهُ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ.
(فَيَقُولُ، رَبِّي أَهَانَنِ):
أَذَلَّنِي بِالْفَقْرِ. ولم يشكر الله على ما وهب له من سلامة جوارحه، ورزقه من العافية في جسمه.
ïوَهَذَا يَعْنِي بِهِ الْكَافِرَ، تَكُونُ الْكَرَامَةُ وَالْهَوَانُ عِنْدَهُ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْحَظِّ فِي الدُّنْيَا وَقِلَّتِهِ
– نَزَلَتْ فِي أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ الْكَافِرِ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَى مَنْ ظَنَّ أَنَّ سَعَةَ الرِّزْقِ إِكْرَامٌ وَأَنَّ الْفَقْرَ إِهَانَةٌ.

17- {كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}
(كَلَّا): لَمْ أَبْتَلِهِ بِالْغِنَى لِكَرَامَتِهِ، وَلَمْ أَبْتَلِهِ بِالْفَقْرِ لِهَوَانِهِ، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْإِكْرَامَ وَالْإِهَانَةَ لَا تَدُورُ عَلَى الْمَالِ وَسَعَةِ الرِّزْقِ، وَلَكِنَّ الْفَقْرَ وَالْغِنَى بِتَقْدِيرِهِ، فَيُوَسِّعُ عَلَى الْكَافِرِ لَا لِكَرَامَتِهِ، وَيُقَدِّرُ عَلَى الْمُؤْمِنِ لَا لِهَوَانِهِ، إِنَّمَا يُكْرِمُ الْمَرْءَ بِطَاعَتِهِ وَيُهِينُهُ بِمَعْصِيَتِهِ.

 
(بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ):
لَا تُحْسِنُونَ إِلَيْهِ.
لَا تُعْطُونَهُ حَقَّهُ.
(الْيَتِيمَ): الذي فقد أباه وكاسبه، واحتاج إلى جبر خاطره والإحسان إليه.
ï فأنتم لا تكرمونه بل تهينونه، وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم، وعدم الرغبة في الخير.

18- {وَلَا تَحَآضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}
– لَا يَأْمُرُونَ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَيُحِثُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي ذَلِكَ؛ وذلك لأجل الشح على الدنيا ومحبتها الشديدة المتمكنة من القلوب.

19- {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا}
(وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ): أي: المال المخلف، أَيِ الْمِيرَاثَ.
(أَكْلا لَمًّا)
أي: شَدِيدًا، لا تبقون على شيء منه، وَهُوَ أَنْ يَأْكُلَ نَصِيبَهُ وَنَصِيبَ غَيْرِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ وَلَا الصِّبْيَانَ، وَيَأْكُلُونَ نَصِيبَهُمْ.
الْأَكْلُ اللَّمُّ: الَّذِي يَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ يَجِدُهُ، لَا يَسْأَلُ عَنْهُ أَحَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ،  أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ وَيَأْكُلُ الَّذِي لَهُ وَلِغَيْرِهِ، يُقَالُ: لَمَمْتُ مَا عَلَى الْخِوَانِ إِذَا أَتَيْتُ مَا عَلَيْهِ فَأَكَلْتُهُ.

19- {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}
(وَتُحِبُّونَ الْمَالَ): وتحبون جمع المال أيها الناس واقتناءه.
(حُبًّا جَمًّا): حُبًّا كَثِيرًا شديدًا فاحشاً.
ï يَعْنِي: تُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ وَتُولَعُونَ بِهِ، يُقَالُ: جَمَّ الْمَاءُ فِي الْحَوْضِ، إِذَا كَثُرَ وَاجْتَمَعَ. وهذا كقوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}

20- {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}
(كَلَّا): ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر. ثم أخبر جلّ ثناؤه عن ندمهم على أفعالهم السِّيئة في الدنيا، وتلهُّفهم على ما سلف منهم حين لا ينفعهم الندم.
ليس كل ما أحببتم من الأموال، وتنافستم فيه من اللذات، بباق لكم، بل أمامكم يوم عظيم، وهول جسيم، تدك فيه الأرض والجبال وما عليها.
(إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا):
– زلزلت مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَكُسِرَ كُلُّ شَيْءٍ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ جَبَلٍ وَبِنَاءٍ وَشَجَرٍ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِهَا شَيْءٌ.

– أَيْ وُطِئَتْ وَمُهِّدَتْ وَسُوِّيَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ، وَقَامَ الْخَلَائِقُ مِنْ قُبُورِهِمْ لِرَبِّهِمْ.

22- {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}
وإذا جاء ربك يا «محمد» وأملاكه صفوفا صفا بعد صفّ.
(وَجَاءَ رَبُّكَ):
جَاءَ أَمْرُهُ وَقَضَاؤُهُ.
 وَجَاءَ رَبُّكَ لفصل القضاء بيت خَلْقِهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا يَسْتَشْفِعُونَ إِلَيْهِ بِسَيِّدِ ولد آدم على الإطلاق، محمد صلوات الله وسلامه عليه، فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: يَنْزِلُ.
(صَفًّا صَفًّا): تجيء الملائكة الكرام، أهل السماوات كلهم، صفًا صفا أي: صفًا بعد صف، كل سماء يجيء ملائكتها صفا، يحيطون بمن دونهم من الخلق، وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار.
قَالَ الضَّحَّاكُ: أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ إِذَا نَزَلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانُوا صَفًا مُخْتَلِطِينَ بِالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهَا فَيَكُونُ سَبْعَ صُفُوفٍ.

23- {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ):

قال بن مَسْعُودٍ، جِيءَ بِهَا تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَقُودُونَهَا لَهَا تَغَيُّظٌ وَزَفِيرٌ حَتَّى تُنْصَبَ عَلَى يَسَارِ الْعَرْشِ.
وَجِيءَ بِجَهَنَّمَ تقودها الملائكة بالسلاسل.
(يَوْمَئِذٍ): يَوْمَ يُجَاءُ بِجَهَنَّمَ.

(يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ):
يَتَّعِظُ وَيَتُوبُ الْكَافِرُ.

يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ ما قدمه من خير وشر.
يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ عَمَلَهُ وَمَا كَانَ أَسْلَفَهُ فِي قَدِيمِ دَهْرِهِ وَحَدِيثِه.
يومئذ يتذكر الإنسان تفريطه في الدنيا في طاعة الله، وفيما يقرّب إليه من صالح الأعمال.
(وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى):
يُظْهِرُ التَّوْبَةَ وَمِنْ أَيْنَ لَهُ التَّوْبَةُ؟
فقد فات أوانها، وذهب زمانها.
وكيف تنفعه الذكرى.
من أيّ وجه له التذكير.

24- {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}
يا ليتني قدمت لحياتي في الدنيا من صالح الأعمال لحياتي هذه، التي لا موت بعدها، ما ينجيني من غضب الله، ويوجب لي رضوانه.
يَعْنِي يَنْدَمُ عَلَى مَا كَانَ سَلَفَ مِنْهُ مِنَ الْمَعَاصِي إِنْ كَانَ عَاصِيًا، وَيَوَدُّ لَوْ كَانَ ازْدَادَ مِنَ الطَّاعَاتِ إِنْ كَانَ طَائِعًا، كَمَا قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّ عَبْدًا خرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يموت فِي طَاعَةِ اللَّهِ لَحَقِرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ولَوَدَّ أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب.
وفي الآية دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها، وفي تتميم لذاتها، هي الحياة في دار القرار، فإنها دار الخلد والبقاء.
أَيْ قَدَّمُتُ الْخَيْرَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ لِحَيَاتِي فِي الْآخِرَةِ، أَيْ لِآخِرَتِي الَّتِي لَا مَوْتَ فِيهَا.

25- {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ}
لَا يُعَذَّبُ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا كَعَذَابِ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ.
فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ لمن أهمل ذلك اليوم ونسي العمل له.
أَيْ لَيْسَ أَحَدٌ أَشَدَّ عَذَابًا مِنْ تَعْذِيبِ اللَّهِ مَنْ عَصَاهُ.

26- {وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}
ولا يوثق أحد في الدنيا كوثاقه يومئذ.
وليس أَشَدَّ قَبْضًا وَوَثْقًا مِنَ الزَّبَانِيَةِ لِمَنْ كَفَرَ بربهم عزَّ وجلَّ، وهذا فِي حَقِّ الْمُجْرِمِينَ مِنَ الْخَلَائِقِ وَالظَّالِمِينَ.

27- {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}
(النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ):
التي اطمأنت إلى وعد الله الذي وعد أهل الإيمان به في الدنيا من الكرامة في الآخرة، فصدّقت بذلك.
وَهِيَ السَّاكِنَةُ النَّفْسُ الثَّابِتَةُ الدَّائِرَةُ مَعَ الْحَقِّ.
المصدّقة الموقِنة بأن الله ربها، المسلمة لأمره فيما هو فاعل بها.
التي أيقنت بلقاء الله، وضربت له جأشا.
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ إلى ذكر الله، الساكنة إلى حبه، التي قرت عينها بالله.
– الْمُؤْمِنَةُ الْمُوقِنَةُ، الرَّاضِيَةُ بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، الْآمِنَةُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ إِلَى الدُّنْيَا ارْجِعِي إِلَى اللَّهِ بِتَرْكِهَا، وَالرُّجُوعُ إِلَى اللَّهِ هُوَ سُلُوكُ سَبِيلِ الْآخِرَةِ

28- {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكَ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً}
(ارْجِعِي إِلَى رَبِّكَ): إِلَى اللَّهِ الذي رباك بنعمته، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه.
أَيْ إِلَى جِوَارِهِ وَثَوَابِهِ وَمَا أَعَدَّ لِعِبَادِهِ فِي جَنَّتِهِ
(رَاضِيَةً):
أَيْ فِي نَفْسِهَا.
راضية بِالثَّوَابِ.
راضية عن الله، وعما أكرمها به من الثواب.
(َّ مَّرْضِيَّةً): عَنْكِ.
أَيْ قَدْ رَضِيَتْ عَنِ اللَّهِ، وَرَضِيَ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا،

29- {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}
(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي): أَيْ فِي جُمْلَتِهِمْ.
فادخلي في عبادي الصالحين.
وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت.
ï فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنَّ المَلَكَ سَيَقُولُهَا لَكَ عِنْدَ المَوتِ».
ï قال ابن عباس في قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} قَالَ: نَزَلَتْ وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا؟ فقال: «أما إنه سيقال لك هذا»

30- {وَادْخُلِي جَنَّتِي}

وَهَذَا يُقَالُ لَهَا عِنْدَ الِاحْتِضَارِ، وَفِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَيْضًا، كَمَا ِأن الْمَلَائِكَةَ يُبَشِّرُونَ الْمُؤْمِنَ عِنْدَ احتضاره وعند قيامه من قبره فكذلك ههنا.

– اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فَيَمَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، فروي أنها نزلت في عثمان بن عفّان، وقيل: أنها نَزَلَتْ فِي حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقال ابن عباس في قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} قَالَ: نَزَلَتْ وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا؟ فقال: «أما إنه سيقال لك هذا».
فادخلي رحمتي.
فادخلي في حزبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *